رواية روعه للكاتبة منة فوزي.
ان دققت لتمكنت من قراءه حروف الزمن محفورة عليها.. نظرات ڼارية متحفذة تراقب ما حولها في دهاء وسيطرة..
عندما رأي يوسف مقبلا عليه مع شهد تهللت اساريره وصاح جو حبيب قلبي.. اهلا اتفضل وصاح لشخص بالداخل اجمد واحلي ترابيزة يا واد لجو باشا وضيوفه
وقف يوسف امامه وقال مبتمسا لا يا عطا انا جاي طالب خدمة خلي السهر بعدين.. ممكن نكلم جوة
تبدلت ملامح عطا للجدية و قال اتفضل يا حبيبي..اتفضل اهلا ... اهلا.. ومد يده داعيا اياه ليتقدمه
وما ان وطأت المكان حتي انبهرت شهد.. انه يبدو من الخارج اصغر كثيرا.. انه فيسيح بسقف عال مليء بالزبائن التي بدا عليها انهم ذو شأن معظمهم يتبعهم حراسهم.. كما ان الفتيات الاتي يعملن مظهرهن جيد يبدوا انهن يتقاضين اجرا مريحا و ما ابهرها اكثر هو الفتيات الاتي يتناثرن في اركان كل واحدة تقف في ركن علي ما يشبه المسرح الصغير جدا و العالي ايضا مما يجعل الناس تنظر لاعلي لتراهن يتراقصن مع الموسيقي يبدوا انهم فرقة حيث ان ملابسهم متقاربة و يؤدون حركات معا في نفس الوقت منفردين احيانا كل في ركنها.. وما زاد انبهارها ان شخصا قام من طاولته و مر علي واحدة واحدة ملقيا لكل واحدة منهن حفنة من النقود.. اكانت تلك نقطة! لم تنادي باسمه اي منهم في ميكرفون مثلا و لم يحي جماهير كما هي العادة مع من يقوم بالقاء النقطة والراقصات..كما انهن لا يرتين بدلات رقص.. ثم انهن اخذن النقود بأيديهن بدي لها ذلك الامر غريبا فالمعتاد ان النقود المنثورة علي الراقصات يلملمها شخص من ادراة المكان ليتم تقسيمها بين الراقصات و المحل تري ماذا يكن لم تفهم دورهن في المكان..
يوسف انا عايز اشغل البت دي هنا..اصل ابوها راجل له افضال عليا ووصاني عليها قبل ما ېموت.. عايزها تشتغل هنا عشان تبقي تحت عنيا..
تفحصها عطا ثم وجه اليها حديثه اسمك ايه يا حلوة
شهد بتوجس اسمي شهد..
عطا انتي يجي منك جدا .. تحبي تطلعي مع البنات الحلوين اللي زيك دول واشار الي الفتيات في اركان المكان
فقال يوسف بسرعة محذرا لأ! تعمل اي حاجة غير انها تطلع معاهم!
اما شهد ابتسمت بانبهار و وقالت همة دول فرقة رقاصات
عطا ضاحكا علي سؤالها لا دول بنات عادية ولا رقصات ولا حاجة.. بيطلعو كده يعملو حركات مع المزيكا عشان الناس تسخن علي الرقص فترقص وتنبسط امال احنا الناس بتجيلنا ليه عشان بياكلوا و يشربوا و يسمعوا مزيكا ويرقصوا..زي الديسكو كده..بس ديسكو بلدي وضحك في لزوجة ثم عاد وقال ها تحبي تطلعي معاهم
يوسف حل عن دماغها يا عطا.. شهد مش هتطلع! بينما نظرت شهد ليوسف باستنكار
عطا باحباط خلاص بأة مفيش غير النضافة.. البت اللي عندي محتاجة حد معاها..
شهد برفض شديد نضافة لأ.. انا ممسحش ولا اسيق ابدا! انا عايزة اطلع ارقص
عطا اصل انا معنديش مكان في حتة تاينة.. اللي بيقدموا الطلبات عندي بزيادة و خاربين بيتي بيوميتهم ثم عاد ليوسف وقال وبعدين يومية النضافة متجيش ربع يومية البنات دول ..ده غير البقشيش..اديكوا شايفين اهه.. مادام هي راضية تطلع معاهم انت زعلان ليه..متسيبها.. ماهي زوزو بتطلع يوم اه و يوم لأ..مالها يعني
عطا بلزوجة دي هتبقي اجمد من زوزو.. سيبهالي انت بس..
لم تفهم شهد سر تمسك يوسف بعدم عملها مع تلك الفتيات ايه قطع الارزاق ده!!.. فهي لا مانع لديها في ان تتراقص معهن وتكسب نقودا مثل التي رأتها الان .. هي قد تفعل اي شيء الان مقابل النقود طالما ان الامر بعيدا عن التنازل مبدأها الوحيد وهو الشرف! كما انها في اشد الحاجة الي تلك النقود ثم ان الرقص افضل بكثير من المسح و التنظيف.. كانت ترغب في ان تقول له وانت مالك الا انها تذكرت افضاله عليها و انه هو من اتي بها هنا لتعمل دون ان يأخذ مقابل..
ادركت ما يرمي اليه علي الفور ..كم هي حقا غبية ! فقالت بأسي طب
خلاص يا عم عطا خليني انضف احسن
وعادت لتنظر الي الفتيات الاتي يتمايلن في خفة وقالت بحسرة وهي تلمح مبلغ اخر يتناثر عليهن بس اصلي كان نفسي...
جذبها يوسف من ذراعها قبل ان تكمل و قال لعطا شكرا يا عطا باشا من بكرة شهد هتكون عندك... يلا يا بت
ودفعها امامه برفق..
سارت بجانبه سارحة و حزينة علي الوظيفة المقرفة التي حصلت عليها للتو